تقليديا، كان ينتظر من الصحافيين الابتعاد عن العمل الربحي، وفرض سور عال يفصل بين غرف الأخبار والشق المالي من الناشرين ووسائط الإعلام. على أن الأوقات تتغير فيما بات هذا السور مساميا بعد أن أحدثت شبكة الانترنت فوضى في سوق الإعلام، ما فرض على وسائط الإعلام إعادة النظر في هياكل استثمارها. وبوجود كثافة في الصحافيين مقابل فرص عمل شحيحة، باتت طرق التجربة والخطأ ضرورية لشركات الإعلام. وكذلك وجد الصحافيون أنفسهم أمام تحدي بناء بصمة خاصة بهم. لا تخلو أوروبا من تنامي هذه الاتجاهات. وفي العالم العربي، يصبح الوضع أكثر تعقيدا بعد أن جرّت الصحافة إلى استقطابات سياسية في أعقاب ما سمي بـ "الربيع العربي" فيما بات المحررون يستمعون أكثر فأكثر إلى صوت "الأسياد" على حساب الاستقلال التحريري واستياء فريقهم التحريري. وأصبحت الرقابة لعبة رئيسة في غرف الأخبار. فرص الحصول على عقود عمل طويلة الأجل تتناقص فيما تتزايد ضغوط رؤساء التحرير وسط تهاوي نموذج شركات الإعلام التقليدية.

على ذلك، يجد الصحافيون أنفسهم مضطرين لإعادة اختراع عناصر جديدة في الإعلام، مع التركيز أكثر على الترويج الذاتي.

في هذه الجلسة، نطلع على أربع مبادرات ريادية نحو تطوير إعلام ريادي استثماري:

ديفيد شريفن – ناشر من كوركتف (Corrective)، وهي غرفة أخبار استقصائية غير ربحية في المناطق الناطق بالألمانية. تعمل هذه الغرفة على منح المواطنين مفاتيح للوصول إلى المعلومات، بالاعتماد على هبات خيرية ومساهمات القراء؛

لينا عطا الله – رئيس تحرير موقع (مدى مصر) الإخباري في القاهرة، الذي يسعى بناء مظلة لصحافة غير منحازة فشلت في الاستمرارية داخل هيئات تيار الإعلام الرئيسي بسبب شروطها السياسية والاقتصادية؛ لينا عجيلات رئيس تحرير موقع حبر.كوم (7iber) في عمان ومدربة صحافة وإعلام وشيماء المهدي مديرة مختبر التكنولوجيا في موقع انكيفادا التونسي.قابل هؤلاء الزميلات والزملاء على تقاطع طرق الإعلام الريادي واكتسب مهارات لتمكين الصحافيين العمل في خدمة الجمهور.

مدير الجلسة

المتحدثون